الجمعة، 9 نوفمبر 2012

الرحلة الافريقية, العاصمة الكينية

بما اني ذكرت ان شغفي بالسفر (بطريقته الحالية) بدأ بعد, او خلال, رحلتي لافريقيا مع مجموعة من الاصدقاء تعرفت عليهم خلال فترة دراستي بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا, كاوست, وجدت انه من الافضل ان ابدأ بتدوين مذكراتي بهذه الرحلة. هذه الرحلة ليست الاولى لي, ولكني اعتبرها نقطة تحول في حياتي لاسباب ساذكرها لاحقا.

فكرة الرحلة بدأت بعد محادثة مع صديقي المكسيكي, ارنستو, خلال الفصل الدراسي الاول لنا في كاوست عام 2009. اقنعني باسلوبه العفوي بالانضمام اليهم , كان عددهم يزيد عن العشرين. كانت جملته "Let's go to Africa man!" كافية بجعلي افكر جديا بالانضمام. موعد الرحلة المقترح كان بعد نهاية اول فصل دراسي, و هو ما يوافق موسم اعياد رأس السنة الميلادي. بعد مجموعة من الترتيبات والاجتماعات انتهى بناالعدد ب 11 من مختلف الجنسيات: مكسيكية, كولمبية, امريكية, بريطانية, برازيلية, فلبينية وانا السعودي الوحيد. ارتفع العدد الى 13 بعد ما دعوت اثنين من اعز اصدقائي خالد ومحمد الحريقي .

الخطة الاولية للرحلية تضمنت كينيا, تنزانيا, اوغندا, و زامبيا (موطن بحيرة فكتوريا منبع نهر النيل). بدأنا في تجهيز تأشيرات السفر (لاحقا اصبحت هواية لجمع تأشيرات في جواز سفري D: ). اصدرت تأشيرة لاوغندا وتنزانيا. اذكر جيدا عندما قابلت القنصل التنزاني في جدة عندما ذهبت بجوازات المجموعة لاصدار التأشيرات من القنصلية التنزانية في جدة, وقتها قال لي بالعربية " سوف تسمتع بوقتك في تنزانيا".

ماذا كان انطباعي عن كينيا وتنزانيا؟ تماما ما شاهدته في افلام هوليوود (Blood Diamond, Hotel Rwanda, The Last King of Scotland) كنت اعتقد انها غير آمنة ومليئة بالتقلبات السياسية, كنت اعتقد اني ساشاهد عصابات مدججة بانواع الاسلحة والسواطير تقوم بتفتيشنا من فترة لاخرى اثناء تنقلنا. المضحك ان اخي الاكبر نصحني عندما اخبرته بنيتي للسفر بالتوجه للحرم و الصلاة صلاة المودع, لعلي لا اعود من رحلتي D:  ... ما تعلمته هنا ان لا احكم على بلد ما الا بعد زيارتي له حتى لو قرأت عنها في جميع مواقع الانترنت وكتب السفر.. ما تراه و تعيشه يختلف كليا عن ما تقرأه وتسمع عنه. نفس الموقف حصل لي خلال زيارتي لواحدة من اخطر المدن في العالم ريو دي جانيرو (ساكتب عنها لاحقا).

خط الرحلة بدأ من مطار الملك عبد العزيز بجدة, توقفنا لمدة ساعتين في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا (ساكتب عن تجربتي الغير جميلة فيها لاحقا)


 وانتهينا في العاصمة الكينية نيروبي. بعد اصدار تأشيرات الدخول كان في استقبالنا سائق سيارة المخيم (Milimani Backpackers). في الطريق من المطار للمخيم, بدأت اعيش العالم الافريقي, "They have paved roads!"




خرجت للتجول مع اصدقائي خالد و محمد والبحث عن مركز صحي لاخذ بعض التطعيمات اللازمة ( الحمي الصفراء). ولا يفوتني ان اذكر كمية الذعر التي انتابتني قبل السفر عندما اخبرني الصيدلي ان احتمالية الاصابة بمرض المالاريا مرتفع في هذه البلدان, نصحني باخذ بعض الحبوب المضادة ولكن مفعولها لن يبدأ الا بعد اسبوع!! الطريف ان من اعراض هذه الحبوب الهلوسة بعد تناولها D: (ساكتب عن بعض المواقف التي حصلت لاحقا). تفاجأت بعد لقائي بالشعب الكيني انهم يتكلمون الانجليزية بطلاقة. ذلك يعود لأن كينيا وتنزانيا تحديدا كانتا تحت الاستعمار البريطاني لفترة غير قليلة. مستوى التعليم مرتفع, خاصة في العاصمة نيروبي. المدينة نظيفة نوعا ما (مقارنة بمومباي في الهند مثلا). العرق الهندي منتشر! حتى ان الاطباق الشعبية قريبا نوعا ما من المطبخ الهندي (حااااارة), مليْة بالبهارات. العيش الهندي او (الشباتي) منتشر, المطبق ايضا :).

وصلنا نيبروبي يوم 24 من شهر ديسمبر وهو ما يوافق ليلة الكرسماس. قرر الاصدقاء (المتدينون) الذهاب لكنيسة قريبة للصلاة. لم اعلم انهم يصلون ليلة الكرسماس! قررنا الذهاب معهم للكنيسة لمشاهدة صلواتهم. في الطريق حصل موقف مضحك, استقلينا سيارة الاجرة وكان السائق شاب في العشرينات يتكلم الانجليزية بطلاقة. استرسلنا في الحديث معه, واسترسل معنا ولعله نسي انه يقود السيارة. فاجأتنا في منتصف الطريق صخرة غريبة. الاخ ما عرف ايش يسوي, ترك الطريق باكمله واختار ان يطلع عليها. النتيجة: اطاران مثقوبان في منتصف الطريق. هذه الحادثة الاولى من سلسلة حوادث طريفة حصلت لاحقا D:



استقلينا سيارة اخرى ووصلنا الكنيسة, كانت الصلاة قد بدأت. بحسب ما سمعته من اصدقائي ان الصلاة تختلف كليا عن صلاتهم. ما علينا!. توجهنا بعدها لمطعم شعبي لتناول وجبة العشاء. الوجبة الشعبية الاشهر في نيروبي هي Ugali مع قطع الدجاج المشوي! لم يكن جيدا! ولكننا خلال الرحلة وصلنا لمرحلة ان اي وجبة هي اطعم وجبة في العالم D: .. افضل وجبة كانت في مطعم Carnivore الشهير في العاصمة نيروبي في آخر يوم. عدا ذلك كل الوجبات كانت تعد لنا بايدي طباخين مخصصين لرحلات السفاري. في الغالب تحتوي على رز ابيض او مكرونة (من غير ملح!) و ايدام دجاج او لحم بقري.


 في اليوم التالي تجولنا قليلا في العاصمة, حضرنا بعض الاحتفالات بعيد الكرسماس ولكنها كانت مملة معظم الوقت. في نهاية اليوم الثاني, اقام المخيم عشاء للجميع. انتهى اليوم بمشاهدة واحد من افضل الافلام (Into the wild) بعد نصيحة من حريقي.

هناك تعليق واحد: